من أنا؟

أعتبر الكتابة قدرا جميلا وهبة ربّانية .. وأحيانا أراها منفاي الاختياري. من خلالها أضرب على نفسي عزلة أرتق فيها ما تسنّى لي أن أرتقه ما بين روحي وعقلي وجسدي.. وربّما وجدت فيها الحبيب المخلص والصديق المؤاسي والخلّ الوفي. وربما سكبت فيها من مواقفي وأفكاري ما أعجز عن التصريح به في غير مكان..

هي لحظات من الزمن أسترقها لأهرب من نفسي إلى نفسي..أتبتّل في محرابها فأصير حرّة ولطالما كانت الحريّة ضالّتي وبغيتي وما أجمله مطلبا ! عبر الكلمة أحقّق جزءا ممّا لم تمنحني إياه الحياة بكل صلفها و عنادها وهو لعمري الجزء الأجمل والأبقى..

منذ أيام صبوتي إلى يومي هذا أدعي أنّي تمرّست الكتابة بحكم مهنتي أولا وبفضل موهبتي ثانيا، فالكتابة بالنسبة إليّ نحت في صخرة الفناء يروم بها الإنسان الخلود فعبر كل قراءة وتأويل و تفاعل يصير العمل الإبداعي فعلا متجدّدا و متناميا ويتحوّل إلى مشروع لنص آخر أكثر اكتمالا . إنّ ارتياد الحرف و ركوب الإيقاع عندي هو عملية هدم وتشييد لذاتي وروحي.. أتنقّل بين مواني الكلمات والصور فأرسمُني حرفا متفرّدا مداده دمي وأنفاسي، في كلّ حرف ذكرى وفي كلّ كلمة همّ وتسهيد وعند كل نقطة انتهاء يتجدّد أمل بين جوانحي يمنحي غدا آخر. غير أنّ رغبتي في أن أكون من الشاعرات تستبدّ بي فاخترت ان أبوح بحشاشة صدري ورحيق روحي من خلال هذه الصفحة فأطالعكم دون أن أراكم ولكنّي أستشعر هذا الخيط الرابط بيننا ألا وهو حبّ الكلمة. فأرجو أن تتقبّلوا كلماتي بقلب محبّ.. فلا خاب من أحبّ.. واخيرا، دعوتي إليكم أن تحابّوا فإنّ المحبة تعدي وتصيب أهلها بسهام الشغف فيحيون الحياة التي تليق بهم.

تواصلوا معي

يسعدني تواصلكم معي و أودّ معرفة أرائكم..

شكرًا لزيارتكم موقعي، وأتمنى أن تستمتعوا بقراءة قصائدي.