قافلة الصيف و الشتاء
نبيهة عمر
شعر حر
أمُّه نامت لعهودٍ
ابتلعتْ حدَّ السكين ونامت
والشّرفُ التّالد
باعوه في سوقِ المِربد
والثمنُ عهودٌ لن تُبرمْ
و وثيقةُ فُجرٍ خرساءُ لا أجلَ فيها ولا مُدّه
أولادُ العاهره !
يبيعون التاريخَ على الدكّهْ
على سُدّة الذُلّ صلبوني !
وجَلجل صوتُ النخّاس وهو يُقَلّبُني
ورأيتُ أولادَ الخنازير يتزايدون على ثمني
باعوني بلا ثمنِ..
أُمَّهْ..
اليومَ استيقظ لها ولدٌ
تململَ من تحتِ دثارِ الوجعِ
صاح: أُميمَه.. قُومي نَتحدَّ!!
جاءه الردُّ :
-وا كبِدَا !! ما بقي ضِلعٌ لي ولا قدمٌ
ولا صَهوه
صاح من جديدْ: أمّاه!
ذِي قوافِلك تَمرّ من هنا كلَّ عام
في موسمِ الإيمان و موسِم الرِدّهْ
فهلْ مِن قبسٍ ؟
هلْ من شيءٍ يُسكت جوعي فيَنذِرَني
للحبِّ للحياة.. لأمجادٍ مُمتدّهْ؟
ويأتيهِ الصوتُ من جديدْ:
-ساعِدي نِشارةُ الخشبِ
و هامَتي زَبدٌ
سلاسلُ القهْر تُدمي كاحلي
و وصمةُ العارِ تلحَقني
في نومي و صَحوي
أشباحُ الشهداء تَصُمٌ أذني
تمَلملُ الطفلُ الوليد:
حليبُك حرامٌ علي
سأملأ كأسي دمَا
سيُورق لي غصنٌ عنيدْ
مِن الحَسكِ
مِن أرضٍ أعرِفها و تعرِفُني
تنتظُر الفاتحينَ على الجمرِ
تعرِفُهم بسيماهُم
غصنُ الزيتونِ غدَا مِدفعْ
و كلُّ الأرضِ ستصيرُ ليَ مِعبرْ
فعُودي لنومِك لا قُمتِ!
سأقومُ على وجَعي.. سأقوم على نزعٍ
سأقوم لأفتحَ أبوابا هُدِمتْ
و أغيّرَ مجرى التاريخِ
وأبنيَ مدائنَ للحبّ للأطفال للنّخوهْ
تمت القراءة 37 مرة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!