أيّ ريح
نبيهة عمر
أيُّ ريحٍ حَلّتْ بوجداني
أيُّّ عَصفٍ جميلٍ
هزّ الراسخاتِ بين جُدرانِي
رأيتُك تقرأني حروفاً ما كُتِبتْ
و تنطِق قَبلي كُلَّ أشعاري و ألحاني
وتَنفُض التّاريخَ عن جَسدي
وتُحرِّر ذابلاتِ أزهارِي
و تَفتحُ باسم الربِّ
ما بين رواسٍ و غُدرانٍ و خلجانٍ
وتُقسِم بأنّك لي وطنٌ
إذا لفظتْني كلُّ أوطاني
و بأنّك سوف تَشرَحُني
و تنزِعُ عنّي طلاسمي و كلَّ أسراري
ووقفتُ أنظُرُك تفكُّ ظفائري على مَهلٍ
و تَحُلّ عُقدي وتتغلغلُ بينَ أشعاري
و تأخذُني إلى شُطآن ما لَها حدٌّ
ولا أرستْ عندها سفنٌ
من زمنِ نوحٍ و طوفانِ
يا مَن تقولُ الشّعرَ و أنظـمُه
حرفٌ منك.. وحرفٌ من بناتِ أفكاري
مِن أينَ هذا السّحرُ
الذي أربَكني؟
و بَعثر أوراقي وألْوانـي
و كذّب كُلَّ مذاهب العشقِ
وحَرّف شرائعي وأدياني
وقفتُ مثلَ الطّفلِ ذاهلةً
أتعثّرُ ما بين عينيْك وما تبقّى لكيانـي
وفي عينيك ثرثرةٌ كالسّيلِ
يهتزّ لها جسدي
تجرفُني و تغسلُ كُلَّ حماقاتي
و هذياني
و الدّم الغبيُّ في عروقي غَدا حِمَمًا
فتورّدتْ خُدودٌ وطابَت كلُّ أثماري
مَنْ أنتَ يا أنت
أ أنتَ ملاكُ الحبِّ
أُرسِلتَ لتُنجيَني من شكوكي
وإلحادي وعِصياني
أمْ جئتَ تقتُلني و تَنذِرَني نَذرًا
لشيطانِ؟
فِدًا لعينيْك
يا حديثَ العَهد بالعشقِ
صغيرٌ أنتَ وأنا مّعتّقةٌ
عزّتْ بشاربِها
مِن زمَن عبسٍ وقيسِ عَيلانِ
طغيْتَ طُغيانًا ليسَ له شبهٌ في تاريخ إنسٍ و لا جانِ
و عَربدتَ في يومينِ بكلّ ثوابتي و أركاني
ما كلُّ ما يتمنّى المرءُ مُدرِكُه تمضي الشّوارعُ وتبقى القلوعُ دونُ إبحارِ
تمت القراءة 30 مرة
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!