حديث الروح

- أمّاه! شعري مُجعّدٌ، منكوشٌ.. ولَوني باهتْ.. و لا شيءَ يُعحبني في جَسدي بالمرّهْ ! كلُّ بناتِ الحيِّ جميلاتٌ و أنا وحدي البشعهْ اليومَ جاء يُخبِرني أَنْ في حياته أخرى وأنّي ما عُدتُ أعجِبه وما عاد... - بُنيّهْ! يا بنيهْ! يا وردتي الأجملْ.. التي نبتتْ ما بين الرّوحِ والمُهجهْ جمالُ الرّوح أبْقى من كلِّ جمالٍ وإن ظهرَ ذِي شعيراتُك في عيني سنابلُ قمحٍ و ريحانٍ وهذان خدّاك كورد الرّوضِ في روحي وإن بَهُتا بعينيْكِ سَرى نورٌ أضاء الكونَ مِن حَولي فلئن عَميتْ عيناه عن سِحر جَوهرك فلا واللهِ لنْ يبصرَ البدر و إنْ طلعَ لن يرى جَمال الكونِ وإن نظرَ لا تطلُبي من أعمى أنْ يرى جمالَ الوردِ فالوردُ لا يُبصره إلاّ مَن بقلبِه أبصرَ الحبَّ - أمَيمتي.. أنا متعبةٌ ... الكلّ من حولي مشغولٌ بأثواب منمّقةٍ وعطورٍ مترفةٍ و أموال وأشياءَ أخرى.. وأنا تُسعدني قصائدُ الحبّ و أويْـقات الغروب أجوب الليلَ ما بين قمرٍ ساهر و ألف نجمهْ وأحلم بحبّ لا حدود له وبقلبٍ ليس به قسوهْ بالأمس سخِِر من كُليماتي قال عنّي حالمةٌ.. أعيش في عوالمَ مندثرهْ - حبيبتي! يا قمري! قلبُك عصفورٌ يُرفرف خفّاقـا يُريد السّفرَ بعيدًا عن بلادِ الثّلج عن فُلولِ البرد عن دهاليزِ المشاعر المصطنعهْ سيجوبُ وحيدًا دروبًا وأوطانا ستُتعِبه مسافاتٌ وحدودٌ وأشواكٌ ستُدميه أكاذيب وتُحييهِ انتصاراتٌ... فقدَرُك أن تحيَيْ كنورِ الحقيقةِ ساطعةً وإن طال الظّلامُ فغدًا تزولُ من حولَك العتْمه لئن تُهتِ يومًا ونسيتِ طريق عودتِك فـمُدّي البصرَ لأفلاكٍ تعالتْ سيُرشِدك دفءٌ تصعّدَ من قلبي حتّى صارَ بُركانًا.. وتلألأ في الأفقِ كالنّجمهْ فاقفِيهِ سيُرشدك سيهديكِ وعُودي إلى حُضني... سيغمُرك بالحبّ، سيكسوكِ بالأملِ ولا تأسَيْ...يا أميرتي.. فليس في الكون أجملُ من حبِّ الأمِّ ولا أروعْ