خذني بعيدا

نبيهة عمر
خُذني بعيدًا لزمان الفِطرهْ لعالمٍ مُختلفْ لا خوفَ فيه ولا خِداعْ حيثُ لا ظُلمَ ولا نفاقَ و لا رِياءْ.. أغرارًا كنّا نضحك حدَّ البكاءْ مُن كلِّ شيءٍ نضحكْ لا نكترثُ لا نأبهْ مِن مزاريبِ الماءِ تسِحُّ عند الشتاءْ نضحكُ من الرّائحينَ والغادينَ من حبّاتِ المطرْ حين تقعُ على الأرضِ تُبلّلُ شعورَنا الملساءْ نَضحكُ مِن عَجوزٍ مُنكمشهْ ارتسمَ القهرُ على جِلدها خطوطًا جوفاءْ ونهزَأ بزجْرِ الأمّهاتِ والآباءْ كلّ صباحٍ ومساءْ نَضحك مِن تعاليمِ العشقِ وكراماتِ الأولياءْ نتحدّثُ في مواضيعَ كَـثْرهْ... لا شيءَ يُؤرّقُنا لا القمعُ.. لا الحربُ... لا سعرُ البترول..لا الثورهْ نقول كلَّ شيءٍ و لا شيءْ... ما مِن ممنوع يمنعُنا! لاشيءَ في قاموسِنا عوْرهْ نقْفو اللّغوَ بضحكاتٍ سفِرهْ نُمضي الساعاتِ نغزِل من شُعاع القمر أمنياتٍ شاردهْ نَحلُم.. باعترافٍ بالحبّ يأتي على حين غِرّهْ عيونُنا تَرْنو إلى الأفْق لا حدودَ للأحلامِ في زمن اليقْظهْ و لا من يُصادرُها على غفْلهْ لا الواقع يُرهِبنا ولا دساتيرُ الإفْك المُصطنَعهْ لا سلطانَ علينا ولا سطوهْ ملعونةٌ هي شرائعُهم تَفوحُ جَوْرا... تُغازِل ذوي السّعادة والسَّورهْ يُريدون مِنّا أن نَنحنِيَ تقديسًا لجلالتهم وفي أرضِ أجدادِنا نَدفعُ الجِزيهْ صَنَّفونا يمينًا و يسارًا وقالوا عن أرضِنا بُؤره أ حِلْمُنا أغواهم أم وَجدوا فينا ثغرهْ؟ دَعونا لأحلامِنا..لأيّـامِنا نضحكُ مِنكم وعليكُم بملءِ القلب نَضحكْ..
تمت القراءة 34 مرة

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!