و حقّك

نبيهة عمر
شعر حر
وحقِّكِ يا منْ سكنت شِغاف الرّوح والنفْسِ تناجَينا طوال الليلِ جهرًا وبالهمْسِ و ما أذكرُ أنّي غادرتُ تُربَك يوما راغمًا إلّا وقد هزّني الشوق لغدٍ منك أو أمسِ وإنّي قد جُلت المدائنَ حاضرَها وعامرَها فما هدأتْ بغير أراضيك رِكابي ولا نفسي كمْ مِن بلادٍ ساكنتُها وسكنتُها لمأرُبةٍ وأنتِ التي سكنَتني بلا عُذر ولا لَبسِ وإنّي وإن هجرتُ ربوعَك يومًا على مَضَضِ فلي في رجاء العَود عذرٌ و مُلتمسُ رأيتُ البلادَ منيعةً بشديد قوّتِها وقد صُنت أنتِ بلا عتَاد و لاحَرَس سمراءُ فاتنةٌ، ظلامُ الليل ينسدلُ على خدّيك و الوردُ معكوفٌ ومُنتكِس حوراءُ دعجاءُ هيفاءُ عصماءُ مانعةٌ حبالَ وصلك لجنٍّ قد دنا منك أو إنسِ شدوُ البلابلِ يهتاج من شوقٍ إلى عِطفيْك: إلى جبلٍ و بحرٍ فيك ينبجسُ غَفت الحضارةُ عند نعليْكِ خائرةً على استحياءٍ و راحتْ منكِ تقتبسُ على أبوابكِ يقِف العالِمون طُلّابا لمعرفةٍ والفنّ فيك ينهال على السمّار و ينحبسُ منكِ ابنُ خلدونَ وابن الجزّار و غيرُهمُ أعلامٌ مُعَلّمةٌ و ما مثلُهم رُوم ولا فــُرسُ ما دُونَ البلادِ ودونَكِ بَحر وأفلاكٌ مُعلّمةٌ تطاولتْ حتّى خامرهُم منكِ اليأسُ دَنت لك رقاب العدوِّ في الأيام صاغرةً فما طالوا منك وِطرًا بدرعٍ ولا فَرَسِ هام بحبّك رومٌ و عُرب بدْو و حَضَر وأنت التي طاب المقام فيك والأنسُ شرِبوا صنوفَ الهوى أنخابا في مُخيّلِِهم فما درَوْا أ سِحرٌ فيكِ أم ما بهمِ مَسُّ فما لِنتِ لغير المُحبّ ولا مُنِي عدوٌّ منكِ بصافي الودّ بابريقٍ و لا كأسِ غار الزمان ُمِن حُسنِك خجلانَ يُسامِرك بباقي العِزّ يحظى محرومّا و يبتئسُ المجدُ فيك تليد لأجيال تَوارَثُه فما ضنّوا بدمٍ قانٍ و لا نفس
تمت القراءة 53 مرة

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!