دعاة الحرية

نبيهة عمر
خاطرة
أنا من دعاة الحرية وعدم التضييق على الأشخاص في ما يتّصل بلباسهم ومظهرهم وكذلك عقائدهم وايديولوجياتهم. ولكن لكلّ قاعدة استثناء. إنّ للمدرسة حرمتها باعتبارها مؤسسة تربوية قبل كل شيء، لذلك أرى انّه لا بدّ من احترام حرم المدرسة وذلك بفرض هندام محتشم داخل هذه المؤسسات ويشمل ذلك المربي والتلميذ على حدّ السّواء. يبقى أن نحدّد هذا القدر الأدنى من الاحتشام . في الحقيقة المسالة لا ترتبط بمعايير صارمة بقدرما هي منوطة بالعرف العام والذوق العام. إنّه ذلك القدر من اللياقة الذي يجلب لك الاحترام في عيون الاخرين دون مبالغة ولا غلوّ من الاتجاهين. وينبغي أن تشمل هذه القاعدة طبعا المربي والتلميذ وكل من يطأ حرم المؤسسة التربوية. سيّدتي الفاضلة سيّدي المحترم، تلاميذي الأعزاء، لا بأس أن نتنازل عن شيء من قناعاتنا حتى نتّفق. فالتنازل احيانا يصبح سبيلنا الوحيدة للتعايش في ظلّ اختلافنا. فليكن شعارك، أنا حرّ في أفكاري وقناعاتي ما لم تؤدي إلى إقصاء الاخرين أو استفزازهم. ولنخرج المدرسة من التجاذبات السياسية المجّانية والممجوجة والتي اصبحت مفضوحة لدينا . والجميع يعرف أنّ من يقف وراءها ويغذّيها لا غاية له الاّ ضرب التعليم والاستقرار والدولة المدنيّة والمكاسب الديمقراطية التي حقّقناها بفضل الحكمة والوسطية والاعتدال في كل شيء. نعم لا بأس من أن أغضّ الطرف عن شيء من حريّتي كي أمنحك حقك في ان تمارس حرّيتك عملا وقيمة. أبدا لن يكون فرض الزيّ اللائق في المدرسة عملا قهريا أو قمعيّا. سينبع هذا الالتزام من غيرتك أنت على مدرستك وحبّك للعلم. سيكون الالتزام نابعا من صميم إرادتك وإيمانك بأنّ العلم أصل كل فضيلة.وأن خلق مناخ صحيّ خالٍ من التوتر داخل المدرسة هو الضمان الوحيد لك ولأولادك أيضا في الرقيّ وصعود السُلّم الاجتماعي. فليكن شعارنا الوحيد هو الالتزام بحرمة المدرسة وقداسة العلم والنأي به عن مآرب الأشخاص فهم ماضون وتبقى المؤسسة. فلنحم المدرسة من شتّى أشكال الاتجار الايديولوجي، اليساري واليميني معا. وشكرا لكل من قرأ و وعى وتقبّل برحابة صدر.
تمت القراءة 14 مرة

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!